لقد عرفت البشرية بمطلع الألفية الثالثة تحديات علمية وتكنولوجية متسارعة، وآفات اجتماعية متنوعة، وتهديدات عولمية كاسحة، منمطة للقيم والثقافات ومهددة بمخاطرها سلام المجتمعات وأمن الإنسان المعلوماتي والمجتمعي، وقيمه الهوياتية والحضارية، مما عمق التساؤل القلق في كيفية الإفادة من مستجدات العولمة وسوق المعرفة تحقيقاً للتكامل بين الخصوصية والعالمية وأكد الحاجة الماسة إلى إيجاد مقاربات أمنية متطورة، ومعالجات علمية وقيمية شاملة ومتكاملة، توظف مختلف الرؤى والمناهج التربوية والدينية والنفسية و القانونية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتكنولوجية لمواجهة جرائم القرصنة والسطو والإساءات الإلكترونية، والمساهمة في تحصين المجتمعات من التيارات المنحرفة والمتطرفة، المسيئة للأخلاق والأوطان والأديان، تعزيزاً لثقافة السلم والاحترام والتعاون النابذة للعنف والكراهية والإرهاب.
وعيا بكل هذا، وإيمانا من منظمة المجمع المدني الدولية بتزايد هذه الآفات الإلكترونية والاجتماعية وتشابكها، وبعدم جدوى المعالجات الأمنية التقليدية والإجراءات الشكلية في تأمين الحماية اللازمة، وتفعيلا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم الدولي للاعنف (2 أكتوبر من كل سنة)، ولتوصيات المؤتمر الدولي للأمن وحماية المعلومات الخصوصية (مراكش- المغرب 2 يونيو 2014) فإنها تعتزم عقد مؤتمرها الدولي الثالث بعنوان : "الأمن المعلوماتي والمجتمعي : أية رؤى ووسائل فاعلة؟ خلال عام 2015 بالرباط (عاصمة المملكة المغربية).